التهاب الزائدة الدودية من أكثر الأمراض المزعجة للطفل لكونه يتسبب في آلام يصعب احتمالها، وتعيق قدرة الطفل على الحركة براحة.

ويستوجب تشخيص الزائدة الدودية عند الأطفال دقة وخبرة كافيتين لدى جراح الأطفال. وذلك لأن أعراض مراحله المبكرة تتشابه مع كثير من أمراض الجهاز الهضمي، مما يجعل فحصه عبر الأعراض فقط أمرًا صعبًا، ويتطلب وسائل أكثر دقة.

ولأجل ذلك، نقدم لكم هذه المقالة التي نتناول فيها أهم وسائل تشخيص الزائدة الدودية عند الأطفال التي تحقق نتائج دقيقة.

نبذة عن مكان الزايده عند الاطفال ووظيفتها

الزائدة الدودية هي أنبوب صغير على شكل إصبع اليد، يقع في جسم الأطفال عند نقطة الالتقاء بين الأمعاء الدقيقة والقولون. 

إلى الآن لم يتوصل الأطباء إلى أهمية الزائدة الدودية في الجسم، ولكن أوضحت بعض الأبحاث أنها تنتج أجسامًا مناعية لحماية الأمعاء من العدوى والاتهاب، وكذلك تُعدّ مصدرًا غنيًا بالبكتيريا النافعة التي تُحفز سريان عملية الهضم بكفاءة.

وكغيرها من أعضاء الجسم قد تصاب بالالتهاب، ويشيع حدوث ذلك بين الفئات التي تتراوح أعمارها من 10-30 عامًا، ما يعني أن الأطفال معرضون أيضًا للإصابة بهذا المرض. 

ويُعدّ التهاب الزائدة عند الاطفال من أشهر الحالات المرضية التي تستدعي التدخل الجراحي العاجل فور تشخيصها، وذلك لأن الزائدة الملتهبة معرضة للانفجار في أي وقت، مما سيؤدي إلى انتشار البكتيريا الضارة المسببة للالتهاب في التجويف البطني والإصابة بمضاعفات خطيرة، مثل التسمم الدموي.

اقرأ المزيد عن: عملية الزايده للاطفال

سبب الزايده عند الاطفال (التهاب الزائدة)

لم يستطع الأطباء معرفة السبب الحقيقي وراء التهاب الزائدة الدودية عند الأطفال، لكنهم يعتقدون أن للعوامل التالية يد في نشأة هذا المرض:

  • موقع الزائدة الدودية وحجمها، ما يجعلها أكثر عرضة للانسداد والإصابة بالعدوى، فالأمعاء الغليظة بيئة غنية بالبكتيريا.
  • احتباس رواسب البراز الصلبة والمتحجرة في الزائدة الدودية، مسببة التهابها وتضخمها.
  • التهاب القولون، ويتسبب في تهيج الزائدة الدودية.
  • نمو بعض الأورام في نسيج الزائدة الدودية.

التعرض لهذه العوامل بشكل أو بآخر ينتج عنه ظهور أعراض التهاب الزائدة الدودية، والتي تختلف حدتها من مريض لآخر حسب درجة الالتهاب. وتشتمل أعراض التهاب الزائدة الدودية ما يلي:

  • الشعور بآلام شديدة في البطن، تظهر حول منطقة السرة وفي الجانب الأيمن السفلي من البطن، وقد تدوم عدة ساعات.
  • فقدان القدرة على تحريك الساق اليمنى، أو ثني وفرد الجسم براحة.
  • الغثيان والرغبة الملحة في القيء.
  • ارتفاع درجة حرارة الجسم.
  • التبول المتكرر.
  • انتفاخ ملحوظ للبطن في بعض الحالات، الأمر الذي قد يشير إلى انفجار الزائدة الدودية.

تعرف أيضاً على: احسن دكتور جراحة اطفال

هل يمكن تشخيص الزائدة الدودية عند الأطفال من خلال الأعراض فقط؟

لا يمكن الاعتماد على الأعراض فقط من أجل تشخيص الزائدة الدودية عند الأطفال، وذلك لأن أعراضها تتشابه مع حالات مرضية أخرى، مثل:

  • التهاب القولون.
  • متلازمة القولون العصبي.
  • التهاب المرارة نتيجة وجود حصوات.
  • التهابات الكلى.
  • وجود عدوى والتهاب في المثانة.
  • وجود أكياس على المبايض.

ولهذا السبب يستعين الأطباء بأساليب تشخيصية أخرى للتأكد من الإصابة بهذا المرض ووضع الخطة العلاجية المناسبة، لعل أهمها:

الفحص السريري

يفحص الطبيب منطقة البطن بدقة لمعرفة مواطن الألم واستكشاف ما إذا كانت هناك انتفاخات في البطن.

فحوصات الدم

تُمكن فحوصات الدم الطبيب من معرفة احتمالية وجود التهاب في الجسم من عدمه، خاصة تحليل صورة الدم الكاملة، الذي يشير تعداد كريات الدم البيضاء (TLC) المرتفع فيه على وجود عدوى في الجسم، بالإضافة إلى تحليل ال CRP، وهو بروتين ترتفع نسبته في الدم عند وجود عدوى والتهاب في مكان ما في الجسم.

تحاليل البول

من خلال تحليل البول، يمكن للطبيب استبعاد تشخيص الطفل بالزائدة الدودية إذ يشير وجود صديد أو أملاح بنسب واضحة إلي التهاب المسالك البولية.

الفحوصات التصويرية

قد يلجأ الطبيب إلى بعض الفحوصات التصويرية مثل الأشعة التلفزيونية والتصوير المقطعي وأحيانًا الرنين المغناطيسي للوصول إلى التشخيص الدقيق لبعض الحالات.

عوائق تقف أمام تشخيص الزائدة الدودية عند الأطفال بدقة

قد يصعب تشخيص الزائدة الدودية في بعض الحالات، ولا يمكن اكتشافها إلا بعد انفجارها، ويرجع ذلك إلى:

  • تعرض الأطفال للإصابة وعدم قدرتهم على التعبير عما يشعرون به.
  • عدم استشارة جراح الأطفال وتجاهل الأعراض التي تظهر على الطفل.
  • عدم ظهور الأعراض التقليدية لالتهاب الزائدة الدودية، خاصة في المراحل المبكرة من المرض.
  • نقص خبرة الجراح في هذا المجال، وعدم قدرته على تشخيص المرض.

بعد الانتهاء من التشخيص، يحدد الطبيب الوسيلة المناسبة لعلاج الزائدة الدودية، وعادة ما تكون الجراحة، وعادةً يكون العلاج الأمثل هو استئصال الزائدة الدودية جراحيًا باستخدام منظار البطن الجراحي.

هل الجراحة الحل الوحيد لتفادي مخاطر التهاب الزائدة الدودية؟

تُعدّ الجراحة الحل المثالي للتخلص من الزائدة الدودية الملتهبة وتفادي انفجارها داخل البطن وتسمم الدم وتعريض حياة الطفل للخطر.

كما أتاح استخدام منظار البطن الجراحي -كإحدى التقنيات الحديثة- فرصة كبيرة للخضوع لهذه العملية بأقل نسبة مضاعفات وأعلى معايير للأمان بالنسبة للأطفال، دون ترك أي ندوب أو علامات للجروح.

بعد خشوع الطفل إلى عملية استئصال الزائدة الدودية سواء بالجراحة المفتوحة أو المنظار لا يحتاج إلى المكوث في المستشفى أيامًا بعد الجراحة، وبإمكانه العودة إلى منزله سالمًا معافًا في اليوم التالي للعملية.

هل تتأثر بعض وظائف الجسم نتيجة استئصال الزائدة الدودية؟

لا تتأثر أي من وظائف الجسم عند استئصال الزائدة الدودية، وذلك لعدم وجود وظيفة محددة تقوم بها الزائدة الدودية كما أسلفنا الذكر.

هل يلزم تحليل الزائدة الدودية بعد استئصالها؟

يُفضل الأطباء إجراء تحاليل لأنسجة الزائدة الدودية بعد استئصالها، وذلك لاستبعاد وجود أي أورام في القولون أو الأمعاء الدقيقة.

وقبل الانتهاء من مقالتنا، نود أن نخبرك بأن استشارة طبيب جراحة الأطفال فور معاناة طفلك الأعراض السابقة الخطوة الأولى للوصول إلى تشخيص التهاب الزائدة الدودية عند الأطفال بدقة وعلاجه. 

يمكنكم الآن زيارة موقع الدكتور محمد فتحي -استشاري جراحة الأطفال- لمعرفة مزيد من التفاصيل عن التهاب الزائدة عند الاطفال وكيفية الوقاية منه ، ولحجز موعد يمكنكم التواصل على الأرقام الموضحة في موقعنا الإلكتروني.