يصاب الآباء بخيبة أمل حيال ولادة أطفالهم الذكور ببعض العيوب الخلقية خاصة في أعضائهم التناسلية مثل انكماش الذكر للداخل أو انحنائه للأسفل لدى، ولكن لا يستدعي الأمر كل هذا القلق، فاكتشاف هذه المشكلات فور ولادة الطفل هي الخطوة الأولى في العلاج.

نتحدث تفصيلًا خلال هذا المقال عن علاج انحناء الذكر للأسفل وأسباب هذه المشكلة، ونوضح مدى تأثيرها على مستقبل الطفل الجنسي.

انحناء القضيب لأسفل.. مشكلة تواجه حديثي الولادة من الذكور

انحناء القضيب لأسفل هو أحد العيوب الخلقية التي يولد بها الأطفال الذكور نتيجة خلل في نمو خلايا القضيب في أثناء مراحل نمو الجنين، ويؤدي ذلك الخلل إلى نمو خلايا الجزء العلوي من القضيب بشكل متزايد عن الجانب السفلي منه، الأمر الذي تسبب في انحنائه، ويطلق على هذه الحالة انحناء القضيب الخلقي.

وقد ينتج انحناء القضيب لأسفل أيضًا عن إصابة الطفل ببعض العيوب الخلقية الأخرى في جهازه البولي وخاصة مجرى البول، فعند وجود فتحة مجرى البول في غير مكانها الطبيعي أي أسفل رأس القضيب أو على طوله ( الإحليل السفلي)، يتسبب ذلك بالتبعية في انحناء القضيب لأسفل، وتختلف درجة هذا الانحناء حسب درجة الإحليل السفلي.

هل يختلف علاج انحناء الذكر للأسفل باختلاف السبب؟

يختلف الأسلوب العلاجي المُتبع مع حالات انحناء القضيب لأسفل باختلاف الأسباب، فالأطفال المصابون بانحناء القضيب لأسفل نتيجة معاناتهم الإحليل السفلي يحتاجون إلى تدخل جراحي لإصلاح فتحة مجرى البول وجعلها في مكانها الطبيعي، إلى جانب إصلاح اعوجاج القضيب.

ولكن يختلف التدخل الجراحي في بعض الحالات الأخرى التي لا يرتبط انحناء القضيب لديهم بالإحليل السفلي، كالانحناء الناتج عن نمو غير طبيعي في الجلد المحيط بالقضيب، أو قِصَر القناة البولية.

علاج انحناء الذكر للأسفل المرتبط بالإحليل السفلي

عادة يهدف علاج انحناء الذكر للأسفل المرتبط بالإحليل السفلي إلى ما يلي:

  • إصلاح التشوهات الموجودة في قناة مجرى البول بحيث تكون الفتحة في مكانها الطبيعي في طرف القضيب، وقد يُجرى هذا الإجراء على عدة مراحل حسب درجة الإحليل السفلي وموقع فتحة مجرى البول.
  • إزالة النسيج الندبي الموجود في جسم القضيب والمتسبب في انحنائه لأسفل.

عادة يفضل الأطباء خضوع الطفل لمثل هذه العمليات في سن يتراوح من 6 أشهر إلى 12 شهرًا.

هل يمكن علاج انحناء الذكر للأسفل بدون جراحة؟

قد يثير التدخل الجراحي لإصلاح عيوب القضيب قلق الكثير من الآباء حول تعرض أطفالهم حديثي الولادة لخطر التخدير والعمليات الجراحية، فيتساءلون عن إمكانية علاج انحناء الذكر للأسفل بدون جراحة، والحقيقة أنه لا يوجد حل نهائي لانحناء الذكر لأسفل سوى التدخل الجراحي على يد طبيب جراح أطفال ذي خبرة في إصلاح العيوب الخلقية للأطفال بأقل مضاعفات ممكنة.

علاج انحناء القضيب للأسفل لتفادي الضعف الجنسي في المستقبل

ينصح الأطباء دومًا بعدم إهمال علاج انحناء القضيب للأسفل والحرص على خضوع الطفل للجراحة في عمر مبكر، وذلك لأنه كلما تقدم السن بالطفل تكون الجراحة أكثر تعقيدًا، ومن الممكن أن ينتج عنها بعض المضاعفات التي تؤثر في الحياة الجنسية للطفل في المستقبل.

فالأطفال المصابون بانحناء القضيب للأسفل ولم يخضعوا للجراحة أو خضعوا لها في وقت متأخر -عند بلوغهم سن البلوغ- هم أكثر عرضة للإصابة بضعف الانتصاب مستقبلًا عند زواجهم.

قدم لطفلك الرعاية الجيدة خلال فترة التعافي من الجراحة

يحتاج الطفل إلى عناية خاصة خلال فترة ما بعد العملية للتعافي بأمان وعدم التعرض لأي من المضاعفات بعد العملية مثل العدوى أو النزيف.

من أهم النصائح التي يوصي بها الطبيب  الآباء خلال هذه الفترة:

 

  • المواظبة على إعطاء الطفل الأدوية الموصوفة من مضادات حيوية ومضادات الالتهاب بجرعتها المحددة وفي مواعيدها المضبوطة.
  • الحفاظ على نظافة وجفاف جُرح العملية وتغيير الضمادة في المواعيد التي يوصي بها الطبيب مع ضرورة تطهير اليدين قبل تغيير الضمادة للطفل.
  • تجنب استحمام الطفل حتى يسمح الطبيب بذلك للحفاظ على جرح العملية.
  • استشارة الطبيب عند ملاحظة أي أعراض غريبة على الطفل أو في مكان العملية مثل التورم المستمر أو النزيف أو وجود كدمات شديدة.
  • تهدئة الطفل ومنعه من القيام بأي حركات عنيفة.

خبرة جراح الأطفال .. العامل الأساسي لنجاح العملية

يُشدد الأطباء دائمًا على ضرورة إجراء جراحات الأطفال التي تتطلب إصلاح العيوب الخلقية على يد جراح أطفال لديه سنوات عدة من الخبرة والتجارب الناجحة في جراحات الأطفال، لأن هذا يعد عاملًا أساسيًا في نجاح تلك الجراحات.

ومن أهم المواصفات الواجب توافرها في جراح الأطفال لضمان حصول الطفل على أفضل النتائج بعد التدخلات الجراحية الدقيقة:

  • أن يكون على دراية كبيرة بالتدخل الأمثل والوقت المناسب لإجراء الجراحة.
  • أن يحرص على اتخاذ كافة التدابير التي تتطلبها حالة الطفل في غرفة العمليات.
  • يمتلك تجارب ناجحة عديدة في مثل هذه العمليات أهلته للتعامل السريع مع أي مفاجآت غير متوقعة تحدث خلال هذه العمليات.
  • أن يتمكن من وضع تصور مستقبلي لحالة الطفل بعد خضوعه للعملية، وتحديد مدى استجابته للتدخل الجراحي.

 

لذا نؤكد دومًا على ضرورة التأني في اختيار الطبيب المعالج لطفلك لتجنب تعرضه لمشكلات قد تؤثر في صحته النفسية والجسدية في المستقبل.

لمزيد من الاستفسارات أو حجز موعد مع الدكتور محمد فتحي -أستاذ جراحة الأطفال والمناظير وتجميل الأطفال بكلية الطب- يمكنكم التواصل معنا عبر الأرقام الموضحة على موقعنا الإلكتروني.

 

“اقرا ايضا”
اسباب انكماش الذكر للداخل
ما هو العضو الذكري المدفون للاطفال؟
علاج العضو الذكري المدفون للاطفال