تعرف على أشهر عيوب خلقية في الجهاز التناسلي الذكري عند الأطفال
تظهر التشوهات الخلقية عند الأطفال منذ الولادة، وقد تكون ناتجة عن خلل وراثي أو عوامل تعرضت لها الأم في أثناء فترة الحمل، وهناك بعض العيوب الخلقية سببها غير معروف.
وفي مقالنا اليوم سوف نتحدث تحديدًا عن عدّة عيوب خلقية في الجهاز التناسلي الذكري تؤثر في وظائف الأعضاء وجودة الحياة، وتستدعي التدخلات الجراحية على يد جراح الأطفال المتخصص.
أشهر 4 عيوب خلقية في الجهاز التناسلي الذكري عند الأطفال
نستعرض معكم في السطور التالية عدة عيوب خلقية في الجهاز التناسلي الذكري عند حديثي الولادة، ومنها:
الإحليل السفلي
الإحليل هو الأنبوب الذي ينقل البول عبر القضيب إلى خارج الجسم. ومشكلة الإحليل السفلي تعني وجود فتحة مجرى البول عند أسفل العضو الذكري بدلًا من وجودها في المكان الطبيعي عند رأس العضو الذكري، وقد يصاحبها التواء أو انحناء في القضيب، أو عدم اكتمال قطعة الجلد التي تغطي رأسه “القلفة”، وتصيب مشكلة الإحليل السفلي طفلًا واحدًا من بين كل 300 طفلًا.
ويختلف موضع فتحة مجرى البول عند الإصابة بالإحليل السفلي وفقًا لشدة الحالة، فقد تكون الفتحة بالقرب من رأس القضيب، أو في منتصفه، أو في آخره عند نقطة التقاء العضو الذكري مع كيس الصفن.
ويتضمن علاج الإحليل السفلي خضوع الطفل إلى عملية جراحية لإعادة فتحة مجرى البول إلى موضعها الطبيعي وإصلاح أي التواء أو انحناء في العضو الذكري، بالإضافة إلى ترميم جلد العضو والحفاظ على شكله الخارجي.
العضو الذكري المدفون
العضو الذكري المدفون أحد العيوب الخلقية في الجهاز التناسلي الذكري، وهي حالة يكون فيها القضيب مغطى بالجلد في منطقة العانة أو كيس الصفن.
ويصاب حديثو الولادة بتلك المشكلة للأسباب التالية:
- تراكم السوائل الليمفاوية في كيس الصفن.
- الدهون الزائدة إذا كان الطفل يعاني السمنة.
- ضعف الأربطة التي تربط القضيب بالجسم.
- مضاعفات ما بعد عملية الختان.
ويحدد جراح الأطفال وسيلة علاج العضو الذكري المدفون بناءًا على سبب الحالة، فعلى سبيل المثال، إذا كان طول العضو الذكري طبيعيًا وكان الطفل يعاني السمنة، فقد لا يحتاج الأمر إلى تدخل جراحي، وربما تختفي هذه الدهون عندما يكبر الطفل، وفي حالة استمرار المشكلة وكان الطفل أكبر سنًا، وإذا كان فقدان الوزن غير كاف للعلاج، تكون الجراحة ضرورية للحصول على أفضل النتائج.
وينبغي للآباء عرض الطفل المصاب بمشكلة العضو الذكري المدفون على الطبيب المتخصص في جراحات الأطفال لتحديد العلاج المناسب سريعًا، فكلما كان سن الطفل صغير في أثناء التدخل الجراحي الذي يهدف لإصلاح العضو الذكري المدفون، كانت النتائج أفضل.
الخصية المعلقة عند الأطفال
قد يولد الطفل وكيس الصفن لديه فارغًا في أحد الجانبين أو فارغًا تمامًا، ويكون ذلك بسبب مشكلة الخصية المعلقة التي تُعد من أشهر عيوب خلقية في الجهاز التناسلي الذكري.
ويرجع سبب تلك المشكلة إلى تعلق إحدى الخصيتين أو كلتيهما في تجويف البطن أو في المنطقة الأربية في أثناء نزول الخصيتين من مكان تكونهما إلى كيس الصفن خلال مراحل نمو الجنين.
وتشيع هذه المشكلة بين الأطفال المبتسرين الذين ولدوا قبل اكتمال الحمل 37 أسبوعًا.
يخضع الطفل المصاب بتلك الحالة للتدخل الجراحي بمجرد بلوغه 6 أشهر إذا لم تسقط الخصية من تلقاء نفسها إلى كيس الصفن، ويفضل إجراء عملية الخصية المعلقة عند الأطفال في العام الأول من عمر الطفل لتفادي احتمالية حدوث مضاعفات خطيرة من وراء ذلك، والتي قد تتضمن الإصابة بالعقم وخاصة في الخصية المعلقة علي الناحيتين، وسرطان الخصية والذي قد يحدث لاحقاعند سن البلوغ..
القيلة المائية عند الرضع
القيلة المائية هي تورم في كيس الصفن ينتج عن تجمع السوائل حول الخصية، وهي أيضًا من العيوب الخلقية الناتجة من عدم انغلاق القناة الإربية بشكل كامل مما أدى إلى نزول السائل الطبيعي الموجود حول الأمعاء إلى الغشاء المحيط بالخصية.
وغالبًا تختفي هذه السوائل تلقائيًا ولا تحتاج إلى تدخل جراح، لكن إذا استمرت إلى أكثر من عامين من عمر الطفل، فسيخضع إلى عملية جراحية لإزالة القيلة المائية.
هل يمكن وقاية الأطفال من العيوب الخلقية في الجهاز التناسلي الذكري؟
نسبة كبيرة من التشوهات الخلقية غير معلومة السبب، ولا يمكن الوقاية منها بطريقة مباشرة، ولكن يمكن اتباع النصائح التالية من أجل الحد من فرص إصابة الأطفال بها قدر المستطاع:
- التزام الزوجة بمواعيد المتابعات عند الطبيب للإطمئنان على صحة الجنين وسير الحمل بشكل طبيعي.
- تناول حمض الفوليك في أثناء فترة الحمل لضمان نمو الجنين بطريقة صحيحة.
- الامتناع عن التدخين وعدم تناول المشروبات الكحولية في أثناء الحمل.
- إخبار الأم طبيبها بالأدوية والمكملات الغذائية التي تتناولها طوال فترة الحمل، وتجنب تناول أي أدوية دون استشارته، فبعض الأدوية تسبب تشوهات جنينية خطيرة ويُمنع تناولها خلال الحمل.
الأعضاء التناسلية مبهمة المعالم
يوضح الدكتور محمد فتحي عبدالرحمن أستاذ جراحة الأطفال واستشاري جراحات الأعضاء التناسلية في الأطفال أنه قد يولد طفل ذو أعضاء تناسلية خارجية غير واضحة المعالم بمعني أنه لا يمكن تمييز جنس المولود إذا كان ذكرا أم أنثي .. ويكون ذلك بسبب عوامل وراثية أو جينية ..ويلجأ جراح الأطفال الي عدة فحوصات كي يتمكن من معرفة الجنس الصحيح للمولود ومنها تحاليل الهرمونات ، الخريطة الجينية ومنظار البطن الجراحي ..
اذا ثبت أن الخريطة الجينية للمولود 46 xy فان ذلك يعني انه ذكرا ويتم استكمال الفحوصات وعمل منظار بطن جراحي للاستكشاف عن الخصية قبل اجراء جراحات مرحلية لتنزيل الخصيتين وتجميل الأعضاء التناسلية ومجري البول ..
اذا ثبت أن الخريطة الجينية للمولود 46xx فان ذلك يعني أنه أنثي ويتم عمل تحاليل لقياس الهرمونات والاليكتروليتات والانزيمات ..وعمل رسم للقناة المشتركة والمثانة والمهبل ..وقد يكون السبب فرط نشاط الغدة الكظرية منذ مرحلة الجنين .. ويتم عمل جراحة لتجميل الأعضاء التناسلية وشد فتحة المهبل لموضعها الصحيح ..
تحتاج جراحات اصلاح الجنس المتداخل إلي استشاري جراحات أطفال وجراحات الأعضاء التناسلية بالأطفال علي دراية واسعة بالتكوين الجنيني للأعضاء التناسلية وطبيعة الهرمونات والجراحات الإصلاحية والتجميل ..
في ختام مقالنا عن عيوب خلقية في الجهاز التناسلي الذكري ينبغي التوضيح أنه عند تشخيص إصابة الطفل بأي من المشكلات السابقة يجب استشارة جراح أطفال متخصص لديه خبرة ومهارة في هذا النوع من الجراحات والمتابعة معه حتى الموعد المناسب للتدخل الجراحي.