هل تشعرين بالقلق حيال خضوع طفلكِ لعملية الخصية المعلقة؟ قد تجد صعوبة في تقبل الأمر، ولكن لا تقلق فهذه العملية إحدى الجراحات الناجحة.

وحرصًا منا على طمأنتكم والحفاظ على صحة أطفالكم، نضع هذا المقال بين أيديكم، والذي يتناول نسبة نجاح عملية الخصية المعلقة، والمعايير المؤثرة فيها.

نبذة عن اعراض الخصية المعلقة عند الاطفال وعلاجها

تنمو الخصية طبيعيًا في التجويف البطني للطفل الذكر في أثناء شهور الحمل، ومع اقتراب موعد الولادة تنزل الخصية إلى مكانها الطبيعي في كيس الصفن.

أما بالنسبة للأطفال المصابين بالخصية المعلقة، فتعجز الخصية لديهم عن النزول إلى كيس الصفن حتى بعد الولادة، وتظل معلقة في القناة الإربية أو تجويف البطن، ويُعرض هذا الوضع الخصية إلى درجة حرارة الجسم العالية، ما ينتج عنه مضاعفات خطيرة على المدي الطويل، أبرزها ضمور الخصية وفقدانها لوظيفتها.

الأطفال المعرضين للإصابة بالخصية المعلقة

تصيب الخصية المعلقة عادةً الأطفال الذين ولدوا مبكرًا، أو سبق أن تعرضت أمهاتهن لعوامل خطر في أثناء الحمل، مثل تناول بعض الأدوية والإصابة بسكر الحمل والتدخين.

وتظهر اعراض الخصية المعلقة عند الاطفال مباشرة بعد الولادة، فسوف تلاحظ الأم عدم وجود إحدى الخصيتين أو كلاهما في كيس الصفن في أثناء تغيير الحفاضات.

وفي هذا الصدد تتساءل بعض السيدات حول وسائل علاج الخصية المعلقة، والحقيقة أن الجراحة هي الحل الوحيد لتلك المشكلة.

لمَ الجراحة الحل الوحيد لعلاج الخصية المعلقة؟

يكمن الهدف الأساسي من علاج الخصية المعلقة في إعادتها إلى مكانها الطبيعي خارج الجسم في كيس الصفن دون تضرر أنسجتها، ومنعها من الرجوع إلى تجويف البطن أو القناة الإربية.

ولا يمكن تحقيق هذا الهدف بأساليب العلاج التقليدية، وإنما بالجراحة لأنها تعمل على إنزال الخصية وتثبيتها في كيس الصفن، ولكن متى يستطيع الطفل الخضوع للجراحة؟
عند تشخيص الطفل منذ ولادته بالخصية المعلقة فيُفضل جراحو الأطفال الانتظار حتى بلوغه سن ٦ أشهر لاحتمالية نزول الخصية تلقائيًا إلى كيس الصفن خلال هذه الفترة. ولكن إذا لم يحدث ذلك ببلوغ الطفل سن ٦ أشهر يكون التدخل لإنزالها وتثبيتها في كيس الصفن إجراءً إلزاميًا. وذلك للحصول على أفضل النتائج من العملية ومنع الأضرار الناجمة من بقاء الخصية داخل الجسم فترة طويلة.
وقد يعاني بعض الأطفال من عدم وجود الخصية في منطقة العانة لذا يكون خضوعهم حينئذ لمنظار البطن الجراحي هو الإجراء المناسب. وذلك لاستكشاف موقع الخصية داخل البطن وفي حال وجودها يستدعي إنزالها لمكانها إطالة الحبل المنوى والذي يحدث على عدة مراحل.
والسؤال هنا هل الجراحة آمنة على حياة الأطفال حديثي الولادة؟ الإجابة في نسبة نجاح العملية.

 

 

نسبة نجاح عملية الخصية المعلقة والعوامل المؤثرة فيها

بحسب جراحي الأطفال، تصل نسبة نجاح عملية الخصية المعلقة إلى ٩٥%، وتختلف هذه النسبة بين طفل وآخر حسب السن الذي خضع فيه للعملية وحالة الخصية حينئذ والوضع الصحي العام للطفل.

ولقد أقر جراحي الأطفال أن تطبيقهم لبعض المعايير ضاعف نسبة نجاح عملية الخصية المعلقة، ونسرد لكم أهمها من خلال النقاط التالية:

خبرة وتمرس الطاقم الطبي

من أهم العوامل المتحكمة في نسبة نجاح عملية الخصية المعلقة هي خبرة جراح الأطفال ومهارته في إجراء الجراحة، والتي تنطوي على درايته بالفنيات الطبية اللازمة لإنزال الخصية دون إلحاق الضرر بها. ففي حالة اختيارك جراح الأطفال المتخصص في حالات الخصية المعلقة تحصل على فرصة مضمونة لنجاح العملية من أول مرة.

إجراء العملية في السن المناسب

خضوع الطفل للعملية ما بين عمر 6 أشهر إلى سنة على الأكثر يضمن سلامة الخصية، والحفاظ على نشاطها ووظيفتها، ولذا يُعد تحديد التوقيت المناسب لإجراء العملية عاملًا هامًا لارتفاع نسبة نجاح عملية الخصية المعلقة.

وضع خطة متابعة بعد العملية

يعتمد شفاء الطفل من الخصية المعلقة على خضوعه للعملية، إلى جانب التزام الوالدين بتطبيق خطة المتابعة الموصى بها ما بعد عملية الخصية المعلقة، وتهدف هذه الخطة إلى مراقبة جرح العملية والحفاظ على نظافته وتجفيفه على الداوم لضمان تعافي الطفل نهائيًا من هذا المرض.

كيف اعرف ان عملية الخصية المعلقة نجحت؟

نسبة نجاح الجراحة ليست الأمر الوحيد الذي يشغل ذهن الآباء، فآخرون يتساءلون كيف اعرف ان عملية الخصية المعلقة نجحت وهل عملية الخصية المعلقة خطيرة؟

والحقيقة أن الإجابة عن سؤال علامات نجاح الجراحة، تختلف من طفل لآخر تبعًا لحالة الخصية المعلقة قبل وبعد العملية، لكن بصفة عامة يدل اختفاء التورم والكدمات والتئام جرح العملية بأمان على نجاحها، وتأكُد جراح الأطفال من وجود خصيتين في مكانهم في أثناء الفحص والمتابعة بعد العملية.

أما بالنسبة لخطورة عملية الخصية المعلقة، فمن المهم أن يعلم الآباء أنها عملية بسيطة لا تشكل أي خطورة على حياة الطفل، بشرط الخضوع للعملية على يد جراح أطفال خبير في التوقيت المناسب لذلك.